الخميس، 10 مارس 2011

الكتاب الأخضر

في ضوء الأزمة الليبية مع حاكمهم المخبول -اللهم عافنا- سمعت الكثر من الكلام عن تصريحات معمر القذافي الغير عقلانية، وعن كتاب الأخضر والذي ما إن تبدأ في قراءته حتى تدخل في موجة من الضحك والهستيريا.
نقل لي بعض الأصحاب جمل وعبارات من الكتاب الأخضر ولكنني حقيقة لم أصدق، فلم أكن أتصور وجود رئيس دولة بهذا الغباء الشديد وبهذه التفاهه.

استعنت بالله وقمت بتحميل الكتاب الأخضر من موقع فورشيرد العزيز وبدأت في قراءته. حقيقةً، لم أصدق ما قرأت. في البداية، أحب أن أعرفكم قليلاً بهذا الكتاب الأخضر. ينقسم الكتاب إلى ثلاث فصول:
1. الفصل الأول هوالركن السياسي، ويتناول فيه مشاكل السياسة والسلطة في المجتمع
2. الفصل الثاني وهو الركن الاقتصادي وفيه حلول المشاكل الاقتصادية التاريخية بين العامل ورب العمل
3. الفصل الثالث وهو الركن الاجتماعي وفيه طروحات عن الأسرة والأم والطفل والمرأة والثقافة والفنون
يبدو تقسيم الكتاب لمن لا يعرف القذافي وكتابه الأخضر، قيماً وجديراً بالقراءة، ولكن بمجرد ما تبدأ بقراءة الفصل الاول منه حتى يتملكك شعور غريب لم أجد له تفسيرا، حيث أن التكلف في صياغة الكلام واضح وجلي أضف إلى ذلك سخافة المعلومات المذكورة وتفاهتها.

 رابط الفصل الأول:


اقتباس من الفصل الأول:

“إن الشخص الطبيعي حر في التعبير عن نفسه حتى ولو تصرف بجنون ليعبر عن أنه مجنون. إن الشخص الاعتباري هو أيضاً حر في التعبير عن شخصيته الاعتبارية ، ولكن في كلتا الحالتين لا يمثل الأول إلا نفسه ، ولا يمثل الثاني إلا مجموعة الأشخاص الطبيعيين المكونين لشخصيته الاعتبارية. المجتمع يتكون من العديد من الأشخاص الطبيعيين ،والعديد من الاعتباريين. إذن ، تعبير شخص طبيعي عن أنه مجنون مثلاً لا يعني أن بقية أفراد المجتمع مجانين كذلك. أي أن تعبير شخص طبيعي لا يعني إلا التعبير عن نفسه ، وتعبير شخص اعتباري لا يعني إلا التعبير عن مصلحة أو رأي مجموعة المكونين لتلك الشخصية الاعتبارية. فشركة إنتاج أو بيع الدخان لا تعبر مصلحياً إلا عن مصالح المكونين لتلك الشركة .. أي ، المنتفعين بإنتاج أو بيع الدخان حتى وهو ضار بصحة الآخرين.”
المشكلة أنه يتكلم عن حرية التعبير عن النفس وحتى المجنون له مطلق الحرية في التعبير عن جنونه، ولكن فعله خالف كلامه. نقل لي أحد الأصدقاء المصريين أنه عمل في ليبيا سنتين، عانى فيهما من خوف وعدم ثقته بمن حوله، يقول ان جميع من يعيش على أرض ليبا سواء كان مواطنا او مقيما يمشون في الشوارع وكلٌ ينظر خلفه في رعب شديد، خوفاً من أن يكون هناك من يتعقب أثره أو من يريد الغدر به.

رابط الفصل الثاني:


اقتباس من الفصل الثاني:

المعاش : حاجة ماسة جداً للإنسان ، فلا يجوز أن يكون معاش أي إنسان في المجتمع أجرة من أي جهة أو صدقة من أحد ، فلا أجراء في المجتمع الاشتراكي بل شركاء . فمعاشك هو ملكية خاصة لك تديرها بنفسك في حدود إشباع حاجاتك، أو يكون حصة في إنتاج أنت أحد عناصره الأساسية ، وليس أجرة مقابل إنتاج لأي كان .
الحاجـة : إن حرية الإنسان ناقصة إذا تحكم آخر في حاجته ، فالحاجة قد تؤدي إلى استعباد إنسان لإنسان ، والاستغلال سببه الحاجة . فالحاجة مشكل حقيقي ، والصراع ينشأ من تحكم جهة ما في حاجات الإنسان.
رجاء حار، كل واحد فينا يدير باله على معاشه ويكتم حاجته لان الحاجو مشكل حقيقي.

رابط الفصل الثالث:


اقتباس من الفصل الثالث:

“المرأة أنثى، والرجل ذكر… والمرأة طبقاً لذلك يقول طبيب أمراض النساء .. ( إنها تحيض أو تمرض كل شهر ، والرجل لا يحيض لكونه ذكراً فهو لا يمرض شهرياً (( بالعادة )).وهذا المرض الدوري ، أي كل شهر ،هو نزيف..أي أن المرأة لكونها أنثى تتعرض طبيعياً لمرض نزيف كل شهر.والمرأة إن لم تحض تحمل.. وإذا حملت تصبح بطبيعة الحمل مريضة قرابة سنة.. أي مشلولة النشاط الطبيعي حتى تضع . وعندما تضع أو تجهض فإنها تصاب بمرض النفاس وهو مرض ملازم لكل عملية وضع أو إجهاض . والرجل لا يحمل وبالتالي لا يصاب طبيعياً بهذه الأمراض التي تصاب بها المرأة لكونها أنثى . والمرأة بعد ذلك ترضع ما كـانت تحمله.. والرضاعة الطبيعية قرابة العامين .. والرضاعة الطبيعية تعني أن المرأة يلازمها طفلها وتلازمه بحيث تصبح كذلك مشلولة النشاط ومسؤولة مباشرة عن إنسان آخر هي التي تقوم بمساعدته في القيام بكل الوظائف البيولوجية ، وبدونها يموت. والرجل لا يحمل ولا يرضع ).انتهى شرح الطبيب.”

بصراحة ما عندي تعليق على هذه المعلومات القيمة، وبصراحة الرجل عنده أمانة أدبية بحيث كتب أن هذا الكلام هو شرح الطبيب. تحرك الفضول عندي لمقابلة هذا الطبيب النابغة